لماذا أنت أهلاوي ؟
بينما كنت منفعلا ومتواجدا بكامل أحاسيسي ومشاعري مع النادي الأهلي في إحدى مبارياته ، سألني صديق عزيز غير مهتم بكرة القدم من الأساس إلا أنه كان يجلس بجواري على سبيل " المجاملة " فقال : " إنت ليه أهلاوي ... ليه متبقاش زملكاوي أو اسمعلاوي مثلا ؟ " .. حقيقة لم أستغرق وقتا كبيرا لكي أقدم مسوغات ومبررات لكوني أهلاوي ، فقمت بالرد وبتلقائية مباشرة لم أشعر بها فقلت بسرعة " لأنه الأهلي " ، ومن ثم انخرطت في استغراقي في المباراة من جديد.
كانت هذه الإجابة كافية وشافية بالنسبة لي - على الأقل - لأنه يكفيني فقط أن أذكر اسم النادي الأهلي لكي أعبر ضمنيا عن كل ما أريد ، إلا أنني عندما رأيت علامات الدهشة بدت على وجه صديقي الذي انخرط هو الآخر في متابعة المباراة ولكن بعينه فقط ، أيقنت أن تلك الإجابة غير كافية لشخص يجهل حقيقة النادي الأهلي ويجهل من هو نادي القرن الأفريقي ، ويجهل من هو نادي القيم والمبادئ والأخلاق ، فكان قراري أن أعلنها على الملأ ، وأن تصل تلك الإجابة للجميع .. للصغير قبل الكبير ... للجاهل قبل العالم .. فمعا نبحر في عالم آخر ولنصرخ جميعا بصوت واحد وبنفس القوة والسرعة" لأنه الأهلي ".
لن أشدو أعذب الألحان .. ولن أنسج من خيوط التاريخ نهجا أسير عليه لكي أرسم لوحة جميلة وروضة خضراء نضيرة نشتم جميعا عبيرها بمجرد أن نرى تلك الألوان الحمراء تتلألأ لتزدان قولبنا وتنير عقولنا بالبهجة والفرحة والسرور .. لن أتحدث عن عراقة هذا النادي الكبير الذي سيحتفل في القريب العاجل بمرور مائة عام على تأسيسه ، لن أتحدث عن أبنائه العظماء الذين حملوا الراية جيلا بعد جيل، ولكني سأكتفي بالحديث عن العلاقة التي تربطني كشخص مصري بناد مصري ، نادٍ كان ولازال ذكره مقترنا بالأخلاق والقيم التي رسخها رجاله ونسجها أبناؤه وسيكمل بناءها أجياله على مر الزمان.
# يكفيني فخرا أن أرتبط وجدانيا وروحيا بالأهلي ، الذي أدخل البهجة والسعادة على قلب كل من عشقه وأحبه ، الذي جعلنا نشعر بهذه النشوة عندما نراه يعزف أحلى الأغاني والألحان على أوتار القلوب والعقول ، عندما نرى النجم الفنان أبوتريكة "يتهرب" من نجاحه المبهر الذي حققه في أقل من عامين وينسب الفضل بكل الفخر لزملائه وليس لنفسه في مشهد نادر الحدوث في هذا الزمن الذي أصبحنا فيه أعداء كالوحوش الضارية التي تنهش في لحم "نفسها" قبل أن تنهش في لحم "غيرها" !
# يكفيني شرفا أن أرتبط وجدانيا وروحيا بالأهلي ، الذي جعلنا نُحمل فوق الأعناق ، وجعلنا نفتخر بانتمائنا إلى أعظم جمهور عرفته أرض الفراعنة منذ قديم الأزل والزمان ، فكان جمهورا عظيما أخلاقا وقيما ومبادئا ، فلم نراه " قط " يفرح لهزيمة غريمه وألد أعدائه الزمالك ، ولم نراه قط يخرج كالمجنون يخرب ويدمر ويهدد ويفزع ويرعب كل من ينتمي إلى لون غير لونه كما يفعل أصحاب الألوان البيضاء ، لم نراه يسب ويتشدق باللعن والشتم والتلفظ بما يدنى له الجبين ، لم يكن هذا جمهور الأهلي وما كان ولن يكن ، ليس بشهادتي ولكن بشهادة كل من عرف هذا الجمهور العظيم في أي مكان في العالم قبل أن يكون في مصر والوطن العربي.
# يكفيني أن أرى هذا الحب الصادق من تلك القلوب الصادقة التي تجمع وتربط لاعبي الأهلي ، يكفيني أن ينبذ النادي الأهلي كل ما هو من شأنه أن ينتقص من أخلاق هذا الصرح العظيم ، يكفيني أن النادي الأهلي هو النادي الأوحد منذ إنشائه وحتى الآن صاحب أعلى رصيد من البطولات والأرقام القياسية من بين أندية الوطن العربي بعامة ، يكفيني أن النادي الأهلي هو النادي الأوحد الذي رفع من شأن مصرنا في كافة المناسبات وعلى كافة الصعد.
وأخيرا.. أعلم تمام العلم أنني ما تحدثت عن النادي الأهلي بشيء يوفيه جزءا - ولو نصف الجزء - من حقه ، فلو أنني فتحت بابا واحدا فقط من أبواب الحديث عن ما يحمل هذا الصرح في قلوبنا من حب واعتزاز وفخر وافتخار لن تكفيني مئات السطور ولن تكفيني عشرات المقالات ولكني تحدثت من باب صغير "ضيق" وجدته في أذهاننا جميعا ، بابٌ يسمح لنا على تفاوت ثقافاتنا وعلمنا أن نجيب على ذلك السؤال الذي ربما يحير بعضنا ويتوه ببعضنا الآخر .. " لماذا أنت أهلاوي ؟ "
اهلاوى على طول
بينما كنت منفعلا ومتواجدا بكامل أحاسيسي ومشاعري مع النادي الأهلي في إحدى مبارياته ، سألني صديق عزيز غير مهتم بكرة القدم من الأساس إلا أنه كان يجلس بجواري على سبيل " المجاملة " فقال : " إنت ليه أهلاوي ... ليه متبقاش زملكاوي أو اسمعلاوي مثلا ؟ " .. حقيقة لم أستغرق وقتا كبيرا لكي أقدم مسوغات ومبررات لكوني أهلاوي ، فقمت بالرد وبتلقائية مباشرة لم أشعر بها فقلت بسرعة " لأنه الأهلي " ، ومن ثم انخرطت في استغراقي في المباراة من جديد.
كانت هذه الإجابة كافية وشافية بالنسبة لي - على الأقل - لأنه يكفيني فقط أن أذكر اسم النادي الأهلي لكي أعبر ضمنيا عن كل ما أريد ، إلا أنني عندما رأيت علامات الدهشة بدت على وجه صديقي الذي انخرط هو الآخر في متابعة المباراة ولكن بعينه فقط ، أيقنت أن تلك الإجابة غير كافية لشخص يجهل حقيقة النادي الأهلي ويجهل من هو نادي القرن الأفريقي ، ويجهل من هو نادي القيم والمبادئ والأخلاق ، فكان قراري أن أعلنها على الملأ ، وأن تصل تلك الإجابة للجميع .. للصغير قبل الكبير ... للجاهل قبل العالم .. فمعا نبحر في عالم آخر ولنصرخ جميعا بصوت واحد وبنفس القوة والسرعة" لأنه الأهلي ".
لن أشدو أعذب الألحان .. ولن أنسج من خيوط التاريخ نهجا أسير عليه لكي أرسم لوحة جميلة وروضة خضراء نضيرة نشتم جميعا عبيرها بمجرد أن نرى تلك الألوان الحمراء تتلألأ لتزدان قولبنا وتنير عقولنا بالبهجة والفرحة والسرور .. لن أتحدث عن عراقة هذا النادي الكبير الذي سيحتفل في القريب العاجل بمرور مائة عام على تأسيسه ، لن أتحدث عن أبنائه العظماء الذين حملوا الراية جيلا بعد جيل، ولكني سأكتفي بالحديث عن العلاقة التي تربطني كشخص مصري بناد مصري ، نادٍ كان ولازال ذكره مقترنا بالأخلاق والقيم التي رسخها رجاله ونسجها أبناؤه وسيكمل بناءها أجياله على مر الزمان.
# يكفيني فخرا أن أرتبط وجدانيا وروحيا بالأهلي ، الذي أدخل البهجة والسعادة على قلب كل من عشقه وأحبه ، الذي جعلنا نشعر بهذه النشوة عندما نراه يعزف أحلى الأغاني والألحان على أوتار القلوب والعقول ، عندما نرى النجم الفنان أبوتريكة "يتهرب" من نجاحه المبهر الذي حققه في أقل من عامين وينسب الفضل بكل الفخر لزملائه وليس لنفسه في مشهد نادر الحدوث في هذا الزمن الذي أصبحنا فيه أعداء كالوحوش الضارية التي تنهش في لحم "نفسها" قبل أن تنهش في لحم "غيرها" !
# يكفيني شرفا أن أرتبط وجدانيا وروحيا بالأهلي ، الذي جعلنا نُحمل فوق الأعناق ، وجعلنا نفتخر بانتمائنا إلى أعظم جمهور عرفته أرض الفراعنة منذ قديم الأزل والزمان ، فكان جمهورا عظيما أخلاقا وقيما ومبادئا ، فلم نراه " قط " يفرح لهزيمة غريمه وألد أعدائه الزمالك ، ولم نراه قط يخرج كالمجنون يخرب ويدمر ويهدد ويفزع ويرعب كل من ينتمي إلى لون غير لونه كما يفعل أصحاب الألوان البيضاء ، لم نراه يسب ويتشدق باللعن والشتم والتلفظ بما يدنى له الجبين ، لم يكن هذا جمهور الأهلي وما كان ولن يكن ، ليس بشهادتي ولكن بشهادة كل من عرف هذا الجمهور العظيم في أي مكان في العالم قبل أن يكون في مصر والوطن العربي.
# يكفيني أن أرى هذا الحب الصادق من تلك القلوب الصادقة التي تجمع وتربط لاعبي الأهلي ، يكفيني أن ينبذ النادي الأهلي كل ما هو من شأنه أن ينتقص من أخلاق هذا الصرح العظيم ، يكفيني أن النادي الأهلي هو النادي الأوحد منذ إنشائه وحتى الآن صاحب أعلى رصيد من البطولات والأرقام القياسية من بين أندية الوطن العربي بعامة ، يكفيني أن النادي الأهلي هو النادي الأوحد الذي رفع من شأن مصرنا في كافة المناسبات وعلى كافة الصعد.
وأخيرا.. أعلم تمام العلم أنني ما تحدثت عن النادي الأهلي بشيء يوفيه جزءا - ولو نصف الجزء - من حقه ، فلو أنني فتحت بابا واحدا فقط من أبواب الحديث عن ما يحمل هذا الصرح في قلوبنا من حب واعتزاز وفخر وافتخار لن تكفيني مئات السطور ولن تكفيني عشرات المقالات ولكني تحدثت من باب صغير "ضيق" وجدته في أذهاننا جميعا ، بابٌ يسمح لنا على تفاوت ثقافاتنا وعلمنا أن نجيب على ذلك السؤال الذي ربما يحير بعضنا ويتوه ببعضنا الآخر .. " لماذا أنت أهلاوي ؟ "
اهلاوى على طول